رسائل من الحياة

الرسالة الأولى

نظر شخصان إلى كأس به ماء إلى منتصفه .. !

فقال الأول : لماذا لم يمتلئ باقي الكأس ... و ما فائدة أن أشرب هذا الجزء القليل من الماء الذي لن يروي عطشي ولن يسد ظمأي ...
ما أتعس حظي حتى بشربة الماء الرخيصة ... هكذا هي الحياة تضن علي بكل شيء حتى بكأس الماء أن يمتلئ ...
إلى متى وأنا لا أحصل على ما أريد .. فضاق صدره ... وحزن قلبه .. وجمع هموم الماضي والأحداث السابقة ...
حتى قبل أن يتجرع شربة الماء وهو لا يكاد يسيغها !

وقال الثاني : ما أسعدني بشربة الماء هذه ... فكم من تائه في الصحراء الآن يحلم بها ..... وكم من عطشان في براري أفريقيا القاحلة ترنو شفتيه المشققتين لشربها ...
وكم من ثري مريض مسجى على فراشه يتمنى أن يفتدي هذه القطرات بكل ماله ويشربها وهو متعافي ....
كم أنا محظوظ أن سقانيها الرحمن وأنا بصحة منه وعافية !

الرسالة الثانية

قطف شخصان وردة حمراء شذية ..... فوخزتهما أشواكها !

قال الأول : تبا لك من شوك مؤذي .... أدميت أصبعي وآلمته .. وهل تستحق هذه الوردة أن اشعر بكل
هذا الوجع من اجلها ... ليت أنه لم يكن للورود أشواكا ...
بل ليتني اشتريت باقة ورد بأكملها من محل ورود بدل أن أتحمل هذا الألم ..
لكن هي ( حبكت ) على الوردة وشوكها .. فمنذ أن وعيت على الدنيا وحياتي سلسلة متصلة
من الأشواك والآلام التي لا تنتهي .... ثم يبدأ يتذكر قبل أسبوع حين آلمه المدير بملاحظاته ....
وقبل سنه حين تشاجر مع زميله الذي سبب لي الألم بخيانته ...
وقبل عشرين سنه حين كان صغيرا وضربته أمه ظلما بسبب أخيه المدلل ....
وبدل أن يتمتع بأريج الوردة فقد قام يرميها بقسوة وداسها بقدميه وهو في قمة الإحباط والألم !!!!!

قال الثاني : ما أشد وفائك أيها الشوك .. وأنت تدافع عن وردتك الجميلة بكل إخلاص ..
وما أروع جمال وردتك وهي ترقد فوق أشواكك بامتنان دون أن تتذمر من عناء حراستك لها !
أتدري أيها الشوك .. ؟؟ أنه لولا وخز أحداث الحياة لما تعلمنا شيئا منها ...
وأن شذى التجارب تمنحنا قوة وإصرارا على اجتياز العقبات مهما كانت بشرط أن لا نتوقف عندها كثيرا !
وأنت بوخزتك هذه علمتني درسا جديدا .... وهو أن أي شيء نريد الحصول عليه فعلينا بدفع
ثمنه والصبر على ألم العصر والطحن الذي قد يواجهنا ..... حتى نشعر بجماله ولذته !

ثم يرفع الوردة إلى أنفه ويشم شذاها العطر ... بروعة عاشق تسافر به أحلامه
إلى دنيا الخيال !

هذه بعض من رسائل الحياة التي وصلتني ... وأجزم أن الكثير منها قد وصل إليكم ...
فدعونا ننثر رسائل الحياة بين أيدي بعضنا البعض .... ونحتفل بها سويا !

» رسائل نكت - رسائل الجوال
» ارقى مايتعلمه الإنسان في الحياة..
» مسجات للزعلانين - رسائل الجوال
» سعوديون يتداولون رسائل نصية تحثهم على التصويت لوقف الدراسة
» مروة: أنا بإنتظار إتصالك ياعيوني, ورانيا: أنا لي ساعة منتظرة اتصالك.. رسائل نصية للإحتيال من الكونغو تغزو جوالات السعوديين